الجبار كاسم من أسماء الله الحسني له عدة معاني
الجبار بمعني من جبر العظم من كسر . فالجبر من الإصلاح والجبار من مصلح الأمور .هو من أصلح لأشياء بلا الأشياء بلا أعوج
والله تعالي يغني الفقير ويجبر الكسير ويعطي المحروم ويذل الذليل فالله عز وجل جبر الفقير حين شرع الزكاة والصدقات وجعل الحسنة بعشر أمثالها .وجبر المريض حين جعل له أجراً إذا تقبل البلاء ورضي بقضاء الله .ويجبر عباده الصالحين الطائعين بأنه يتولاهم برعايته وحفظه وكان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم "يا جابر كل كسير"!؟
إذا كان الإنسان فى خصومه وكان قوياً واستعمل هذه القوة فى الظلم فهو ليس رابحاً ولا منتصراً لأن هناك جبار أعلى منه سيقصمه .أما إذا كان هذا الإنسان هو الجانب الأضعف فالجبار سيرحمه .فالجبار هو الذى يقصم الظالم وهو الذى يرحم المظلوم .فالله تعالى جبار على الظالمين
وجبار للمظلومين وجبار على الاقوياء وجبار للضعفاء ..زجبار على المتكبرين وجبار للمتذللين ،فالجبار هو المصلح لكل الامور .المظهر لدين الحق .الميسر لكل عسير .الجابر لكل كسير
الجبار بمعنى الاكراه والقهر .هو الذى اجبر الخلق على ما اراد .فهو القاهر الذى يدين له كل شئ ويخضع له كل من سواه
والجبر الالهى بكل معانيه صفة من صفات الكمال الالهى المطلق . وهي صفة ليست مذمومة فى حق الله .فالله عز وجل مشيئته هى النافذة .وكما قيل "انت تريد وأنا اريد والله يفعل ما يريد
مثلاً أخوة يوسف أرادوا به كيدا فجعلوه فى غياهب الجب وأرادوا ان يقتلوه . ولكن ما الذى حدث ؟دخلوا عليه وهو عزيز مصر . ويقول الله تعالى موضحاً مغزى هذه القصة "والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون"يوسف
وهناك مثل آخر حين قال فرعون "انا ربكم الاعلى "النازعات ...وراى فى المنام ان طفلا من بنى اسرائيل هكذا فعل .أما الذى سيقضى فعلا على ملكه رباه هو فى قصره فالجبار عز وجل قهره
الجبار بمعنى العز والامتناع.الجبار من النخل هو ما طال وفات اليد .ويقال رجل جبار بمعنى رجل طويل وعظيم وقوى
فالله الجبار هو العالي الذى لا ينال . لا تناله الافكار ولا تحط به الابصار ولا يصل الى كنهه عقول العقلاء . ولا يلحق ادراك أمره ينفذ فى كل شئ ولا ينفذ فيه أمر ومن التطاول أن تظن إنه بإمكانك أن تفهم كل شئ عن الله عز وجل
"عين العلم به عين الجهل به وعين الجهل به عين العلم به"
قال ابن العباس:الجبار هو العظيم . وجبروت الله هو عظمته
والجبار من اسماء الملوك . الجبر هو الملك.والجبابرة هم الملوك .والجبار هو اسم من اسماء التعظيم
والجبار فى صفه الله تعالى يرجع إلى ثلاثة معاني هى :الملك والقهر والعلو . ولهذا اقترن اسم الجبار دائما بالعزيز والمتكبر
"العزيز الجبار المتكبر "هذه الاسماء الثلاثة مثل "الخالق البارئ المصور
فالجبار المتكبر هما تفضيل لمعنى اسم العزيز . كما أن البارئ المصور هما تفضيل لمعنى اسم الخالق
والجبار صفة ذميمة للمخلوق . أما إذا نسبت إلى الخالق فهى من صفات الكمال
وقد ذم الله عز وجل من عباده من اتصف بأنه جبار متكبر . يقول تعالي "كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار "غافر.وقال تعالى للرسول صلى الله عليه وسلم "وما انت عليهم بجبار".بمعنى إنك لست مسلط عليهم تقهرهم وتكرههم على الايمان
فاذا كان الانسان جبار بهذا المعنى فلا بد أن يقصمه الله عز وجل
لكن يمكن للإنسان أن يكون جباراً من زواية واحدة فقط . فمن لم يكن اسيراً لحب المال والجاه والنساء (وهم أكبر نقاط ضعف الانسان )اصبح جباراً بالمعنى الذى يليق بالانسان . فهو لم يعد الإنسان الضعيف الذى تملك مفاتيحه
فالجبار من الناس هو الذى يجبر الخلق بأمانته وصدقه واستقامته واخلاقه ان يقتدوا به
والآن ما علاقتنا بهذا افسم ؟
من عرف أسم الجبار بمعنى الجبر والإصلاح عليه أن يعامل العباد بكل خير وإصلاح وعليه ان يجبر المظلومين والضعفاء
ومن عرف أسم الجبار بمعنى القهر فيجب عليه أن يقهر نفسه وهواه وشهواته . وعليه أن يتوكل على الله فى جميع احواله . ويعلم ان لا راد لمشيئه الله عز وجل
ومن عرف اسم الجبار بمعنى العز والعظمة عليه ان يتصاغر أمام عظمة الله عز وجل وعزته وجبرته . ولا يرى لنفسه شأن معه عز وجل مهما كان ذا جاه ومال وسلطان . وعليه ان يستسلم لخالقه استسلام الواثق به
ومن الادب مع الجبار عز وجل الا تكون جبارا فى الارض . وألا تدفعك نفسك الأمارة بالسوء الى التعالى على العباد والاستهزاء بهم
وعليك أن تعلم ان لا فضل لك على احد . فالفضل لله وحده وبالتالى يتلاشى من قلبك الغور والكبر وحب الظهور
وهذا الاسم يقوى به من داوم على ذكره على قهر عدوه والنصر عليه ،ولقد ظل الحكيم الترمذى رضى الله عنه يدعو الله 40 عاماً بدعوة جامعه هى:"اللهم استرنى واجبرنى ".وقد تبدو للناس انها غير كافيه وإن كانت شاملة وجامعة
0 التعليقات:
إرسال تعليق