تمتلئ ثقافتنا الشعبية فيما يخصّ المجال الطبي بالخرافات وأنصاف الحقائق؛ معظمها خرافات غير ضارة، لكن حين يقع فيها الجميع -بما فيهم الأطباء- عندها يجب أن يتدخّل أحد من أجل تصويب المعلومة وتصحيح المسار.
في دراسة نُشِرت في المجلة الطبية البريطانية British Medical Journal، تمّ رصد بعض هذه الخرافات الطبية التي تنتشر بين الأطباء وتنتقل منهم لوسائل الإعلام ومنها للجمهور، هذه الخرافات تتضمّن:
1- عند حلاقة الشعر.. فإنه ينمو أسرع وأخشن وأغمق
تمّ إجراء عدة دراسات للمقارنة بين نمو الشعر المحلوق والشعر غير المحلوق، ووُجد أن هذه المعلومة خاطئة تماما، لكن لِمَ يبدو الشعر المحلوق أكثر خشونة فعلا؟
حسنا هذا هو ما يحدث، عند حلاقة الشعر تنمو الشعرة الجديدة بطرف كليل (غير حاد)، ومع الوقت يُصبح هذا الطرف متهرئا، وهو ما يُعطي الانطباع بأن الشعرة صارت أكثر خشونة.. أيضا يبدو الشعر الجديد أغمق؛ لأنه لم يتعرّض كثيرا للشمس التي تُؤدّي إلى تبييض لون الشعرة قليلا.
2- يجب شرب 8 أكواب من الماء يوميا
لا يوجد أي دليل طبي على أننا نحتاج إلى كل هذا الماء، ويعود أصل هذا الاعتقاد إلى توصية نشرها مجلس التغذية عام 1945 تفيد بأن الإنسان يستهلك ما يوازي 8 أكواب من السوائل يوميا.
ولم تذكُر التوصية "الماء" بالاسم وإنما قالت "سوائل"، وعلى هذا فكل السوائل التي نحصل عليها من الفواكه والخضراوات والأطعمة والمشروبات الباردة والساخنة تدخل في حساب هذه الأكواب.
3- الشعر والأظافر يمكن أن ينموَا بعد الوفاة
ساد هذا الاعتقاد لفترة طويلة، قبل أن يتضح أنه مستحيل تماما؛ فبحدوث الوفاة يبدأ الجلد في الجفاف والانكماش، وبالتالي تبرز منه الأظافر أكثر، ولهذا يبدو أنها صارت أكثر طولا.. نفس الأمر ينطبق على الشعر مع أن زيادة الطول هنا أقل وضوحا، وإن كان الشعر يميل لأن يُصبح أكثر بروزا نتيجة لانكماش الجلد.
4- نحن نستخدم 10% فقط من أمخاخنا
تُنسب هذه المقولة إلى آينشتاين، رغم أن الرجل لم يقُل أبدا شيئا كهذا، وتشير عمليات المسح بالرنين المغناطيسي للمخ إلى أنه لا توجد هناك مناطق خاملة كما يُعتقد، كما تشير الدراسات الكيميائية على المخ إلى أنه لا توجد به مناطق عديمة الوظيفة.
وربما انتشرت هذه المقولة لحثّ الناس على بذل الجهد أكثر؛ على اعتبار أنهم لا يستغلّون كل قدراتهم.
5- القراءة في الضوء الضعيف تتلف العينَين
تشير الدراسات الحديثة إلى أن هذا أيضا غير صحيح؛ إذ يُمكن أن تسبّب القراءة في الضوء الخافت إجهادا للعين وانخفاضا مؤقتا في حدة الإبصار، لكن هذا سرعان ما يتعافى بمجرد الراحة.
6- تناول الديك الرومي يؤدّي إلى النعاس
يعود هذا الاعتقاد إلى وجود مادة في الديك الرومي تُسمّى "التريبتوفان" وهي تُسبّب النعاس، لكن الدراسات الحديثة تشير إلى أن الديك الرومي لا يحتوي من التريبتوفان على أكثر مما تحتويه أطعمة أخرى كلحوم البقر أو الدجاج.
7- استخدام الهواتف المحمولة خطر في المستشفيات
لم تُسجّل أي حالة وفاة نتيجة لاستخدام الهواتف المحمولة في المستشفيات، كما أن القصص التي تُروَى بخصوص التداخل الذي تُسبّبه موجات الهواتف مع الأجهزة الطبية هي قصص مشكوك في صحتها.
أحدث دراسة علمية أُجريت على هذا الأمر وجدت أن موجات الهاتف تتداخل مع 4% فقط من الأجهزة الطبية، وهذا لا يحدث إلا إذا كان الهاتف على بُعد أقل من متر واحد من الجهاز.
المصدر : بص وطل
المشاركات
شكرا لكـ اخي العزيز والغالي علاء
ردحذفمدونه رائعه والله .. دام تميزكم ان شاء الله